مهمة متعبة وشاقة أن يتولى شخص مسؤولية التعليم لدينا إذا كان سقف التوقعات فيه مرتفعا أو أراد هو فعلا تحقيق تغيير نوعي إيجابي تدل عليه أفكاره ومبادراته، مثل هذا النموذج يصطدم بكتل ضخمة من المعوقات بعضها موجود أساسا في وزارته بشكل دائم وبعضها يتم استحداثه من أجله بشكل خاص لتكثيف شعوره بصعوبة ما يصبو إليه، واستزراع بذرة الإحباط في نفسه كي يتنازل في النهاية مجبراً ويلقي بأسلحته جانبا ثم يغادر، أو يستمر مكتوف الأيدي رهينة إرادة الآخرين.
وزير التعليم الحالي الدكتور أحمد العيسى يمثل النموذج الذي علق المجتمع عليه آمالا كبيرة واستبشر به كثيراً لأسباب موضوعية، كونه صاحب رؤية إصلاحية مهمة لمجال التعليم وثّقها في كتابين متميزين، يمكن اعتبارهما من أجرأ وأدق وأعمق ما كُتب عن مشاكل التعليم، ولكونه جاء إلى الوزارة من مجال التعليم أكاديمياً ومديراً لجامعة أرادها أن تكون مختلفة عن السائد. منذ اليوم الأول بدأ الترقب لما سيحدث، وبدأ الانتظار لنقلة تنسجم وتتواءم مع الصورة الذهنية التي تشكلت عنه بخلفيته تلك، وسرعان ما تململ الناس عندما لم يتحقق ما كانوا يتوقعونه خلال المدة التقريبية التي وضعوها. هنا لا بد من الإشارة إلى عدم الموضوعية بانتظار شيء مختلف وسريع من الدكتور العيسى في هذه الوزارة بالذات، المحصنة بحرس قديم فيه الظاهر وغير الظاهر، ولديه نفس طويل وخبرة كبيرة في المواجهة لضمان انتصاره أو عدم انتصار الطرف الآخر في أسوأ الأحوال.
كتب الدكتور العيسى ذات مرة بعد فترة من توليه الوزارة مقالا صحفيا مطولا حام فيه حول الحمى دون قول شيء محدد وواضح وجديد مما ينتظره الناس منه، ربما يمكن تشبيه المقال برسالة مشفّرة للمجتمع غرضها الإيعاز بصعوبة موقفه وعدم تحميله ما لا يستطيعه من عشم وتوقعات. صمت بعد المقال طويلا باستثناء بعض التصريحات المناسباتية حول بعض الجزئيات الإجرائية والتنظيمية، لتستمر الوزارة على ما هي عليه تقريبا. وقبل يومين ظهر إعلاميا بمناسبة المؤتمر الدولي للتعليم العالي ليؤكد أنه لا يملك وصفات سحرية للتعليم ومشاكله التي تعتري كل جوانبه، ويمكن اعتبار هذا التصريح هو الأقرب واقعية ووضوحا لأنه يمكن فهمه بصيغة «لا تنتظروا مني شيئاً كبيراً ومهماً كما تتوقعون».
ولكي نكون منصفين، فإن أي وزير للتعليم، مهما كانت كفاءته وعزيمته، لن يستطيع تجاوز خطوط محددة لأن وزارته لا تدار بمنسوبيها فقط، بل بمشاركة آخرين غيرهم يعتبرونها معقلهم الأهم وسلاحهم الأقوى، وهم يملكون من قوة التأثير ما لا يملكه الوزير. التعليم يحتاج إلى خطوة جريئة وقوية وحاسمة لتحريره من هذه القوى المهيمنة قبل وضع العتب واللوم على وزير. هذه هي الوصفة السحرية التي لا يملكها الوزير.
وزير التعليم الحالي الدكتور أحمد العيسى يمثل النموذج الذي علق المجتمع عليه آمالا كبيرة واستبشر به كثيراً لأسباب موضوعية، كونه صاحب رؤية إصلاحية مهمة لمجال التعليم وثّقها في كتابين متميزين، يمكن اعتبارهما من أجرأ وأدق وأعمق ما كُتب عن مشاكل التعليم، ولكونه جاء إلى الوزارة من مجال التعليم أكاديمياً ومديراً لجامعة أرادها أن تكون مختلفة عن السائد. منذ اليوم الأول بدأ الترقب لما سيحدث، وبدأ الانتظار لنقلة تنسجم وتتواءم مع الصورة الذهنية التي تشكلت عنه بخلفيته تلك، وسرعان ما تململ الناس عندما لم يتحقق ما كانوا يتوقعونه خلال المدة التقريبية التي وضعوها. هنا لا بد من الإشارة إلى عدم الموضوعية بانتظار شيء مختلف وسريع من الدكتور العيسى في هذه الوزارة بالذات، المحصنة بحرس قديم فيه الظاهر وغير الظاهر، ولديه نفس طويل وخبرة كبيرة في المواجهة لضمان انتصاره أو عدم انتصار الطرف الآخر في أسوأ الأحوال.
كتب الدكتور العيسى ذات مرة بعد فترة من توليه الوزارة مقالا صحفيا مطولا حام فيه حول الحمى دون قول شيء محدد وواضح وجديد مما ينتظره الناس منه، ربما يمكن تشبيه المقال برسالة مشفّرة للمجتمع غرضها الإيعاز بصعوبة موقفه وعدم تحميله ما لا يستطيعه من عشم وتوقعات. صمت بعد المقال طويلا باستثناء بعض التصريحات المناسباتية حول بعض الجزئيات الإجرائية والتنظيمية، لتستمر الوزارة على ما هي عليه تقريبا. وقبل يومين ظهر إعلاميا بمناسبة المؤتمر الدولي للتعليم العالي ليؤكد أنه لا يملك وصفات سحرية للتعليم ومشاكله التي تعتري كل جوانبه، ويمكن اعتبار هذا التصريح هو الأقرب واقعية ووضوحا لأنه يمكن فهمه بصيغة «لا تنتظروا مني شيئاً كبيراً ومهماً كما تتوقعون».
ولكي نكون منصفين، فإن أي وزير للتعليم، مهما كانت كفاءته وعزيمته، لن يستطيع تجاوز خطوط محددة لأن وزارته لا تدار بمنسوبيها فقط، بل بمشاركة آخرين غيرهم يعتبرونها معقلهم الأهم وسلاحهم الأقوى، وهم يملكون من قوة التأثير ما لا يملكه الوزير. التعليم يحتاج إلى خطوة جريئة وقوية وحاسمة لتحريره من هذه القوى المهيمنة قبل وضع العتب واللوم على وزير. هذه هي الوصفة السحرية التي لا يملكها الوزير.